الخميس، 15 نوفمبر 2012

موضوع تعبير عن هجرة الرسول بالعناصر

موضوع تعبير عن هجرة الرسول بالعناصر




موضوع تعبير عن هجرة الرسول بالعناصر



هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخروجه إلى الغار
يقصد بالهجرة الخروج من أرض إلى أرض ، وانتقال الأفراد من مكان إلى آخر سعيا لتحقيق أغراض للمهاجر. ولما كان الانتقال جهدا لأصحابه نفسيا ومادياة حيث يترك أرضه الأولى وماله فيها من ذكريات ومنافع ،إلى أرض أخرى جديدة لا يدري ماذا يحدث له فيها: كان التوجيه القرآنى والترغيب النبوى مصاحبا للمهاجرين الذين اضطهدوا فى أرضهم لإيمانهم بربهم وما اقتضاه إيمانهم من إنتقالهم إلى العبادة الصحيحة والمعاملة الحسنة ومكارم الأخلاق ، فأخرج المؤمنون من ديارهم ، وأوذوا فى سبيل الله ، فكان التوجيه النبوى أن تكون الهجرة لله وحده “فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله” ، يؤجرعليها بما جاء من الوعد الصادق، “ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه”، من أغراض محدودة. قال تعالى فى بيان مكانة المهاجربن فى سبيله: {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا فى سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم}البقرة:218. وقال سبحانه: {فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب}آل عمران:.195

———————————————

تنوية :موضوع تعبير عن هجرة الرسول لابنائنا الطلبة مطول وبالتفصيل ,أقرا الموضوع وأستخلص من الموضوع مايناسبك .

——————————————–


وكما أثنى الله على المهاجرين أثنى على من أحسنوا استقبالهم ونصرتهم قال جل شأنه: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصاروالذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}التوبة:100 ، وقال سبحانه: {والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجرإليهم ، ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}الحشر:6. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار”.

وقد هاجر المؤمنون عندما اشتد بهم تعذيب المشركين بمكة المكرمة إلى الحبشة مرتين قال الرسول صلى الله عليه وسلم للمعذبين: “إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده ، فالحقوا ببلاده ، حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه”.
تقول السيدة أم سلمة رضى الله عنها: “فخرجنا إليها أرسالا حتى اجتمعنا بها فنزلنا بخير دار إلى خير جار،أمنا على ديننا ولم نحس منه ظلما)[2]. ثم بلغ المهاجرين إلى الحبشة أن أهل مكة أسلموا فرجع بعضهم فلم يجدواالخبر الصحيح فرجعوا إلى الحبشة، وهاجر معهم فى الهجرة الثانية جماعة آخرون. وكان المهاجرون يعبرون عن دينهم وما دعاهم إليه خير تعبير مما يدعو الآخرين إلى احترامهم وتقديرهم إذ أحسنوا فى عرض عقيدتهم وأخلاقهم ، دون تضليل أو كذب ولو كان فيما يقولون بعض المخالفة لما كان عليه أهل الحبشة من تحريف فى المعتقدات.

وكانت الهجرة الكبرى والتى أذن الله فيها لنبيه صلى الله عليه وسلم بتحقيقها وأراه موضعها – إلى المدينة المنورة، فاتخد الرسول صلى الله عليه وسلم لها أسبابها ، واختار فيها الرفيق ، والدليل الخبير، وأمن مصدر الزاد ، والأخبار والمتابعة، ورد الأمانات إلى أصحابها ، وواجه طغيان المشركين بتدبير محكم ، ومضى فى طريق هجرته ومعه الصديق أبو بكر، وفشلت محاولات المشركين فى تتبعه وإعادته وتجلت عناية الله فى الطريق وشهدت بذلك “أم معبد” كما شهد سراقة حتى وصل إلى المدينة المنورة فاستقبل بفرح المؤمنين ، وأقام مسجدا وحمل فيه الحجارة مع أصحابه ،وآخى بين المهاجرين والأنصار، ووضع ميثاقا عظيما لتنظيم العلاقة بين المقيمين من المهاجرين والأنصار واليهود فى المدينة المنورة وظهرت آثار الهجرة فى مغالات التأسيس للدولة والأمة، وسميت المدينة بدار الهجرة والسنة كما فى صحيح البخارى، وصارت الهجرة إليها من سائر الأنحاء الأخرى التى بلغها الإسلام تقوية للدولة إلى أن قال النبى صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة ودخول الناس فى دين الله أفواجأ: “لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية واذا استنفرتم فانفروا”(متفق عليه) وبقى معنى الهجرة فى هجر مانهى الله عنه ، وبقت تاريخا للأمة.
خط زمني

تاريخ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

اليوم الأول
الثلاثاء     26 صفر 1 هـ
(9 سبتمبر 622)     الخروج من مكة. والبقاء ثلاثة أيام في غار ثور بالقرب من مكة.
اليوم الخامس
الإثنين     1 ربيع الأول 1 هـ
(13 سبتمبر 622)

اليوم ال12
الإثنين     8 ربيع الأول 1 هـ
(20 سبتمبر 622)     الوصول قباء بالقرب من المدينة.
اليوم ال16
الجمعة     12 ربيع الأول هـ 1
(24 سبتمبر 622)     أول زيارة للمدينة لصلاة الجمعة.
اليوم ال26
الإثنين     22 ربيع الأول 1 هـ
(4 أكتوبر 622)     انتقال من قباء إلى المدينة.

الدلالة الدينية

ولما كان الانتقام جهدا لأصحابه نفسيا وماديا حيث يترك أرضه الأولى وما له فيها من ذكريات ومنافع، إلى أرض أخرى جديدة لا يدري ماذا يحدث له فيها: كان التوجيه القرآنى والترغيب النبوى مصاحبا للمهاجرين الذين اضطهدوا في أرضهم لإيمانهم بربهم وما اقتضاه إيمانهم من انتقالهم إلى العبادة الصحيحة والمعاملة الحسنة ومكارم الأخلاق، فأخرج المؤمنون من ديارهم، وأوذوا في سبيل الله، فكان التوجيه النبوى أن تكون الهجرة لله وحده “فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله”، يؤجرعليها بما جاء من الوعد الصادق، “ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه”، من أغراض محدودة. ذكر القرآن في بيان مكانة المهاجربن في سبيله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{{البقرة-218}}. وقال الله: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ{{آل عمران-195}}.

وكما أثنى الله على المهاجرين أثنى على من أحسنوا استقبالهم ونصرتهم قال جل شأنه: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}التوبة:100، وقال الله: {والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}الحشر:6.

وقال رسول الإسلام: “ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار”.

الهجرة الأولى إلى الحبشة

لما رأى رسول الله ما يصيب أصحابه من البلاء والعذاب وما هو فيه من العافية لمكانه من الله عز وجل ودفاع أبي طالب عنه وأنه لا يقدر أن يمنعهم، قال لهم:”لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن فيها ملكا لا يظلم عنده أحد حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه”.



ومكث هو فلم يبرح يدعو إلى الله سرا وجهرا. وكان الأحباش مسيحيين نسطوريين، فخرج المهاجرون متسللين سرا وذلك في شهر رجب سنة خمس بعد النبوة 615 م.
وكان الذين خرجوا إثني عشر رجلا وأربع نسوة حتى انتهوا إلى الشعيبة، ووفق الله للمسلمين ساعة جاؤوا سفينتين للتجار حملوهم فيها إلى أرض الحبشة وخرجت قريش في أثرهم حتى جاؤوا البحر حيث ركبوا فلم يدركوا منهم أحدا، فكان خروجهم سرا.
كان عدد المهاجرين قليلا ولكن كان لهجرتهم هذه شأن عظيم في تاريخ الإسلام إذ أنها كانت برهانا ساطعا لأهل مكة على مبلغ إخلاص المسلمين وتفانيهم في احتمال ما يصيبهم من المشقات والخسائر في سبيل تمسكهم بعقيدتهم. وكانت هذه الهجرة الأولى مقدمة للهجرة الثانية إلى الحبشة ثم الهجرة إلى يثرب.
كان ممن هاجر إلى الحبشة عثمان بن عفان وامرأته رقية بنت محمد وأبو حذيفة بن عتبة ومعه امرأته سهلة بنت سهيل ومصعب بن عمير وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وأبو سلمة بن عبد الأسد ومعه امرأته أم سلمة وعثمان بن مظعون وعبد الله بن مسعود وعامر بن ربيعة ومعه امرأته ليلى بنت أبي هيثمة وأبو سبرة وحاطب بن عمرو وسهيل بن وهب.
الهجرة الثانية إلى الحبشة

لما قدم أصحاب النبي مكة من الهجرة الأولى (بسبب إسلام عمر وإظهار الإسلام)، اشتد عليهم قومهم واعتدت بهم عشائرهم ولقوا منهم أذى شديدا فأذن لهم في الخروج مجددا إلى أرض الحبشة. فكانت خرجتهم الأخيرة أعظمها مشقة ولقوا من قريش تعنيفا شديدا ونالوهم بالأذى واشتد عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن جواره لهم، وتخوفوا من حماية دولة أجنبية قوية للمسلمين المهاجرين.
فقال عثمان: ” يا رسول الله فهجرتنا الأولى وهذه الاخرة إلى النجاشي ولست معنا”. فقال رسول الله: ” أنتم مهاجرون إلى الله وإلي لكم هاتان الهجرتان جميعا.” فقال: “فحسبنا يا رسول الله”. فكان عدد من خرج في هذه الهجرة من الرجال ثلاثة وثمانين رجلا ومن النساء إحدى عشرة امرأة قرشية وسبعا غرائب، وكان معهم جعفر بن أبي طالب. فأقام المهاجرون بأرض الحبشة عند النجاشي في أحسن جوار. فلما سمعوا بمهاجرة الرسول إلى المدينة رجع منهم ثلاثة وثلاثون رجلا ومن النساء ثماني نسوة فمات منهم رجلان بمكة وحبس بمكة سبعة نفر.
وقد قال المهاجرين عن هجرة الحبشة: ” قدمنا إلى أرض الحبشة فجاورنا بها خير جار، أمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه”. وكانت الحبشة متجرا لقريش يتجرون فيها ويجدون فيها رزقا وأمنا حسنا.
الهجرة إلى المدينة المنورة



هاجر الرسول إلى المدينة المنورة، مع أبي بكر الصديق، وفشلت محاولات قريش في تتبعه وإعادته وتجلت عناية الله في الطريق وشهدت بذلك “أم معبد” كما شهد سراقة حتى وصل إلى المدينة المنورة فاستقبل بفرح المؤمنين، وأقام مسجدا وحمل فيه الحجارة مع أصحابه، وآخى بين المهاجرين والأنصار، ووضع ميثاقا عظيما لتنظيم العلاقة بين المقيمين من المهاجرين والأنصار واليهود في المدينة المنورة وظهرت آثار الهجرة في مغالات التأسيس للدولة والأمة.
وسميت المدينة بدار الهجرة والسنة كما في صحيح البخاري، وصارت الهجرة إليها من سائر الأنحاء الأخرى التي بلغها الإسلام تقوية للدولة إلى أن قال النبى بعد فتح مكة ودخول الناس في دين الله أفواجاً : “لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا” (متفق عليه) وبقي معنى الهجرة في هجر ما نهى الله عنه، وبقت تاريخا للأمة. يقول الرسول الكريم لأتباعه قبل هجرته بأشهر قليلة : ” رأيت دار هجرتكم أرض نخل بين لابتين ـ حرتين ـ ” ، وهذا الوصف موجود كذلك في الانجيل والتواة كما ورد في بعض الروايات وكان اليهود يهددون أهل يثرب من الأوس والخزرج بقولهم : ( لقد أظلنا زمان نبي فوالله لنتبعنه ثم لنقاتلنكم معه ولنذبحنكم كذبح عاد وثمود )
الهجرة وبداية التأريخ الهجري

المقال الرئيسي: تقويم هجري

للهجرة عند المسلمين معان عميقة في الوجدان والعقيدة، إذ تفصل بين الحق والباطل بالهجرة إلى الله، بالهجرة من الشرك والكفر إلى الإسلام، وبذلك تعد الحد الفاصل بين عوائد المجتمع الجاهلي ونظامه وتأسيس دولة الإسلام بالمدينة المنورة. ولذلك كله بدأ التأريخ الهجري أو (تقويم هجري) عند المسلمين انطلاقا من سنة الهجرة النبوية من مكة إلى يثرب التي أصبحت بعد ذلك تسمى المدينة المنورة.

——————————————–
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه إلى الغار

الهجرة لغة :
الهجرة: هي الاسم من الهجر أو الهجران ، وهي مأخوذة من مادة ( هـ ج ر ) التي تدل على معنيين:
الأول : القطيعة.
الثاني : شد شيء وربطه
فمن الأول : أخذ الهجر ضد الوصل وكذلك الهجران , وقولهم : هاجر القوم من دار إلى دار : أي تركوا الأولى إلى الثانية كما فعل المهاجرون حين هاجروا من مكة إلى المدينة .
قال ابن منظور : الهِجرةُ والهُجرة : الخروج من أرض إلى أرض والمهاجرون : الذين ذهبوا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – مشتق منهم.

الهجرة في الشرع :
* هي ترك الوطن الذي بين الكفار ، والانتقال إلى دار الإسلام
قال الرَّاغبُ : الهجرة : الخروج من دار الكفر إلى دار الإيمان ، كمن هاجر من مكة إلى المدينة .
قال الكُفوي: الهجرة هجرتان :
الأولى: هجرة المسلمين في صدر الإسلام إلى الحبشة فراراً من أذى قريش
الثانية: هجرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمسلمين قبله وبعده ومعه إلى المدينة وقد كانت الهجرة من فرائض الإسلام بعد هجرته – صلى الله عليه وسلم – ثم نسخت بعد فتح مكة.
لقوله – صلى الله عليه وسلم – (( لاهجرة بعد الفتح )) صحيح مسلم- كتاب الإمارة- باب المبايعة بعد فتح مكة على الإسلام والجهاد والخير برقم (2468).
لقد عاش نبينا – صلوات الله وسلامه عليه – محبوباً بين قومه وعشيرته ، محترماً عندهم غاية الاحترام ، والتقدير مما أدى بهم إلى أن حكَّموه في وضع الحجر الأسود ، حينما تنازعوا في وضعه ، ولقبوه بالصادق الأمين ، ولكن سرعان ما انقلب هذا الحب والتقدير إلى كُرهٍ وبغضاء , وحقدٍ ذميم ، وذلك حينما صدع – صلوات الله وسلامه عليه – بالدعوة إلى الله ، إلى إفراده سبحانه بالألوهية ، والربوبية ، والطاعة والإتباع ، عند ذلك ثارت ثائرة قريش بالتصدي له وتكذيبه فقالوا :
{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (5) سورة ص )) ص : 5 . وقالوا :{أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} (8) سورة ص. وصاروا يقابلون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأشد أنواع الإيذاء ، من سخرية ومحاولة اغتيال ، وعروض دنيوية ، وغير ذلك ، من الوسائل التي يسلكها أعداء الله للقضاء على الإسلام ودعاته في كل زمانٍ ومكان . ولما كانت الهجرة أمراً مهماً لإعلاء شأن الدين ، ولحصول الحرية الكاملة لعبادة الله وطاعته ، ولأنها لا تحدث إلا عن حرب ومضايقة من أعداء الله لأوليائه . لذلك نوه الله بذكرها فأطلع بعض الأمم على أمرها فكان عندهم العلم اليقين بهجرة سيد المرسلين من البلد الأمين إلى المدينة النبوية . عن أبي موسى عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال :
(( رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة ، أو هجر ، فإذا هي المدينة يثرب.. )) البخاري- كتاب المناقب- باب علامات النبوة في الإسلام برقم (3352)
وعند البخاري : (( رأيت دار هجرتكم رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان )) البخاري-كتاب الحوالات-باب جوار أبي بكر في عهد النبي وعقده برقم (2134).
وبعد ما علم – عليه الصلاة والسلام – مكان هجرته وبايع الأنصار على النصرة والتأييد, واطمأنت نفسه الشريفة على وجود بلد آمن يستطيع فيه هو وأصحابه – رضي الله عنهم- أن يعبدوا الله ويدعوا الناس إلى عبادته وتوحيده , وعند ذلك أذن – صلوات الله وسلامه عليه – لأصحابه بالهجرة – إلى طيبة الطيبة. فعن عروة وعائشة قالا : لما صدر السبعون من عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم- طابت نفسه وقد جعل الله له منعة , وقوماً أهل حرب , وعدة ونجدة، وجعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج ، فضيقوا على أصحابه وتعبثوا بهم ، ونالوا منهم ما لم يكونوا ينالون من الشتم والأذى ،فشكا ذلك أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- واستأذنوه في الهجرة فقال : (( قد رأيت دار هجرتكم ، رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان ولو كانت السراة أرض نخل وسباخ لقلت هي هي )) ، ثم مكث أياماً فخرج إلى أصحابه مسروراً ، فقال : (( قد أخبرت بدار هجرتكم، وهي يثرب فمن أراد الخروج فليخرج إليها )). البخاري-كتاب الحوالات-باب جوار أبي بكر في عهد النبي وعقده برقم (2134)
فجعل القوم يتجهزون ويتوافقون ويتواسعون ويخرجون ويخفون ذلك، فكان أول من قدم المدينة من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ، أبو سلمة بن عبد الأسد, ثم قدم بعده عامر بن ربيعة معه امرأته ليلى بنت أبي خيثمة ، فهي أول ظعينة قدمت المدينة ، ثم قدم أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أرسالاً ، فنزلوا على الأنصار فآووهم ونصروهم وواسوهم .
ثم أقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يؤذن له في الهجرة ، ولم يتخلف معه بمكة أحد من المهاجرين إلا من حبس أو فتن إلا علي بن أبي طالب, وأبو بكر بن أبي قحافة الصديق – رضي الله عنهما – وكان بقاء الصديق بإذن من رسول الله. وكان أبوبكر كثيراً ما يستأذن رسول الله- صلى الله عليه وسلم – في الهجرة فيقول له رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (( لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً فيطمع أبوبكر أن يكونه )). انظر سيرة ابن هشام 2/102.
ولما أزفت التراتيب التي قضاها الله ، بعد أن وقت لها أوقاتها ، ورأت قريش أن الفرصة سانحة للنيل من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد أن خرج أصحابه من مكة ، وبقي وحيداً مع المستضعفين ، وحسبتها غنيمة سهلة المنال ، فاجتمع رجالها في دار الندوة ، يتشاورون فيما بينهم بشأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاقترح بعضهم حبسه في حديد وتجويعه حتى يموت ، لكنهم رفضوا ذلك مخافة أن يجتمع أصحابه وينقذوه. وأشار ربيعة بن عامر بأن يخرجوه من بين أظهرهم فيفرغون بذلك منه ، لكن هذا الرأي لم يجد موافقه عند القوم ، خشية أن يغلب النبي الناس بحديثه ، ثم يجمع منهم قوة تدحر قريشاً في يومٍ من الأيام. ورأى أبو جهل أخيراً أن يأخذوا من كل قبيلة فتىً شاباً جلداً ، شريفاً ، ثم يعطى كل فتى منهم سيفاً صارماً ، فيعمدون إليه فيضربونه ضربة رجل واحد ، وهكذا يتفرق دمه بين القبائل كلها. وحظي رأي أبو جهل بالقبول التام، وفيما كانت قريش تجمع فتيانها، نزل جبريل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعلمه بما يبيت ضده، ويأمره أن لا يلزم فراشه تلك الليلة قال الله – تعالى – :{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (30) سورة الأنفال
وكان من عادة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يأتي بيت أبي بكر كل يومين : بكرة وعشية ، قالت عائشة : فبينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر : هذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- متقنعاً – مغطياً رأسه – في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، فقال أبو بكر : فداءً له أبي وأمي ، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر فجاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فاستأذن له ، فدخل ، فاستأ خر أبو بكر عن السرير حتى جلس عليه ، فقال لأبي بكر : ( أخرِج مَنْ عِندَك ) فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله. قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( فإني قد أُذن لي في الخروج ) فقال أبو بكر وهو يبكي من الفرح – الصحبة يا رسول الله اختر إحدى راحلتي هاتين فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( بالثمن ) واستأجر عبد الله بن أريقط ، وكان – مشركاً – يدلهما على الطريق ، ودفعا إليه الراحلتين اللتين أعدهما الصديق – رضي الله عنه – للهجرة فكانت عنده يرعاهما لميعاديهما الذي واعده بعد ثلاث. وقد اشتركت أسماء وعائشة ابنتا الصديق في تجهيز السفرة التي سيأخذها المهاجران ووضعتاها في جراب ، فلما أرادتا ربط فم الجراب لم تجد شيئاً فشقت السيدة أسماء نطاقها نصفين فربطت فم الجراب بنصفه ، وانطلقت بالآخر ، فلذلك سميت ( بذات النطاقين أو ذات النطاق.)

النبي – صلى الله عليه وسلم – ينجو من كيد قريش :
عاد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -بعدما أخبر أبا بكر بالإذن له في الهجرة ، وبعد أن أعد العدة للهجرة إلى بيته، وكان جبريل – عليه السلام – أمر النبي – صلى الله عليه وسلم- أن لا يبيت على فراشه ، فلما كانت عتمة الليل اجتمع فتيان من قريش على بابه ، وبيدهم السيوف المرهفة ، ويتطاير من عيونهم شر الغدر والمكيدة، فلما رأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- مكانهم قال لعلي بن أبي طالب: (( نم على فراشي ، وتسبَّح ببردي هذا الحضرمي الأخضر ، فإنه لن يخلص إليك منهم شيء تكرهه))
وفي هجعة من الليل خرج – صلى الله عليه وسلم – وقد أخذ الله على أبصارهم فلم يبصروا به ، وكان أخذ كفاً من تراب فصار ينثر منه على رؤوسهم زيادة في النكاية بهم ، وهو يتلوا قول الله – تبارك وتعالى-:{وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} (9) سورة يــس ثم انصرف رسول الله لشأنه ، وبقي المشركون ينتظرون النائم حتى يخرج فيفعلوا به ما اتفقوا عليه ، لكن الله حارس لا ينام فقد أعمى أبصارهم عن رؤية رسوله فخرج رسول الله سالماً من بين أظهرهم يذر التراب على رؤوسهم.

ذهاب الرسول – صلى الله عليه وسلم- إلى بيت الصديق و نظره إلى البيت ودعاءه :
وذهب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من فوره إلى بيت الصديق – رضي الله عنه – وكان الصديق يترقب وصوله في أية ساعة بعد أن اتفقا على الصحبة في الهجرة وأعدا للسفر عدته.
ولما خرج من مكة توجه إلى البيت ، وقال : (( والله إنك لأحب الأرض إلي ، وإنك لأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ماخرجت )) رواه ابن ماجة أنظر صحيح ابن ماجه 2برقم 2523 الألباني البداية والنهاية (3 / 178)
ثم توجه إلى الله بهذا الدعاء :
(( الحمد لله الذي خلقني ولم أكُ شيئاً ،اللهم أعني على هول الدنيا ، وبوائق الدهر، ومصائب الليالي والأيام ,اللهم اصحبني في سفري ، واخلفني في أهلي ، وبارك لي فيما رزقتني ، ولك فذللني ، وعلى صالح خُلقي فقوني ، وإليك ربي فحببني ، وإلى الناس فلا تكلني.رب المستضعفين وأنت ربي ، أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت له السماوات والأرض ، وكشفت به الظلمات، وصلح عليه أمر الأولين والآخرين، أن تحل علي غضبك، وتنزل بي سخطك.
أعوذ بك من زوال نعمتك، وفجأة نقمتك، وتحول عافيتك، وجميع سخطك، لك العتبى عندي خير ما استطعت، ولا حول ولا قوة إلا بالله ))1.

النبي – صلى الله عليه وسلم – وصاحبه في الغار:
خرج الرسول – صلى الله عليه وسلم- وصاحبه وقد تزودوا بالزاد والماء ليلاً من خوخة في ظهر بيت أبي بكر حتى لا يراهما أحد، وسلكا طريقاً غير معهودة، فبدلاً من أن يسيرا نحو الشمال ذهبا إلى الجنوب حيث يوجد (غار ثور) وكان خروجه كما قال ابن إسحاق لهلا ربيع الأول ، وقيل: في أواخر صفر.
ولما وصل النبي – صلى الله عليه وسلم – وصاحبه إلى الغار وأراد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أن ينزل فيه قال له الصديق : مكانك حتى أستبرئ لك، فإن كان به أذى نزل بي قبلك، ثم نزل فتحسس الغار فلم يجد به شيئاً، فنزل رسول الله وقد بلغ منه الإعياء والتعب مبلغه فما أن دخلا حتى توسد الرسول قدم أبي بكر ونام ، وكان الصديق يأخذ من ثوبه ويسدُّ فم الأجحار خشية أن يكون شيء من الهوام فتؤذي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- , – رضي الله عن الصديق – ما أصدقه في الصحبة ، فبقي منها جحر فألقمه عقبه ، وكانت به حية فلدغته ، فمنعه مكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه أن يتململ أي صدق في الصحبة بعد هذا وأي فداء يفدي بنفسه بعد هذا – رضي الله عنك – يا أبا بكر ولعن الله من يطعن فيك!!!
ولكن الألم لما اشتد به تحدرت دموعه ، فسقطت على وجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقال : ( ما لك يا أبا بكر؟ ) فأخبره بما حدث فتفل عليها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فبرئت بإذن الله تعالى).

حفظ الله – عز وجل – نبيه – صلى الله عليه وسلم – من كيد الأعداء :
روي أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لما دخل هو وصاحبه الصديق بالغار أمر الله – سبحانه- شجرة فنبتت على فم الغار ، وانتشرت أغصانها على بابه ، وألهم العنكبوت فنسجت على أغصان الشجرة، وألهم حمامتين وحشيتين فعششتا وباضتا بين أغصان الشجرة، وقد كان لهذه الآيات الثلاث أثرها في تضليل المشركين وصدهم عن اقتحام الغار ودخوله كما سترى عن كثب , وهكذا وقى الله نبيه وصاحبه بأضعفه جنده.
ولما تبينت قريش إفلات النبي منهم جن جنونهم ، وصاروا يهيمون على وجوههم طلباً له ، وجعلوا لمن يأتي به حياً أو ميتاً مائة ناقة ، وبعثوا القافة وهي (جمع قائف ، وهو الذي يتبع أثر الأقدام في الأرض حتى يعلم أين ذهب صاحبه) . إثرة في كل وجه ، منهم : كرز بن علقمة ، وسراقة بن جعشم ، فصاروا يتبعون الأثر حتى انتهوا إلى جبل ( ثور ) ثم صعدوا الجيل حتى وقفوا على فم الغار. وهنا وقفوا متحيرين ..!!
إذ لو كان دخل الغار فكيف لم يتهدم نسيج العنكبوت ..!! ، وكيف لم ينكسر بيض الحمام؟!
ووقفوا مترددين ، أيدخلون الغار أم لا؟ حتى إن أحدهم هم أن يدخل الغار فقال له الآخرون : إن هذا العنكبوت لمن قبل ميلاد محمد !! وهكذا نرى أن الله صرف المشركين عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وصاحبه ، وهذا من حفظ الله – عز وجل – لنبيه – صلى الله عليه وسلم – من كيد أعدائه وحساده .
لطيفة خرافية : سُئل بعضهم عن الحكمة في اختفائه – صلى الله عليه وسلم – في غار ثور دون غيره فأجاب بأنه – - صلى الله عليه وسلم – كان يحب الفأل الحسن ، وقد قيل إن الأرض مستقرة على قرن الثور فناسب استقراره – صلى الله عليه وسلم – في غار ثور تفاؤلاً بالطمأنينة والاستقرار فيما يقصده هو ورفيقه2 سبل الهدى والرشاد في هدي خير العباد 3 / 242.

يقول الشرف البوصيري:

ظنوا الحمامَ وظنُّوا العنكبوتَ علىخــيرِ البريـّة لم تَنسِـج ولم تَحُـمِوقايةُ الله أغنتْ عـن مُضـاعفــةٍمنَ الدُّروعِ وعن عـالٍ منَ الأُطُمِ 3
أهم المراجع
1.زاد المعاد / 3.
2.السيرة النبوية في ضوء الكتاب والسنة / د محمد بن محمد أو شهبة ج /1 .
3.أحاديث الهجرة جمع وتحقيق ودراسة / الدكتور / سليمان بن علي السعود.
4.السيرة النبوية دروس وعبر / د / مصطفى السباعي.
5.قبسات تربوية من السيرة النبوية د / حس
6.هذا الحبيب يامحب / الجزائري .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق